منتدى ريم العامداي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى ريم العامداي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لنرتقي بصلاتنا

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فرموث
مشرفة
مشرفة
فرموث


عدد المساهمات : 159
تاريخ التسجيل : 04/10/2012

لنرتقي بصلاتنا Empty
مُساهمةموضوع: لنرتقي بصلاتنا   لنرتقي بصلاتنا I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 04, 2012 6:56 pm

.
قال الله تقدست أسماؤه: "فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى وامر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى".[طه: 127]

ذكرت، فيما مضى، أن الإنسان إذا أحسن التوسل بصلاته ارتقى إلى مقام الرضا بالله "ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى"، ومعنى الرضا، الاسترسال مع الله فيما يريده، وترك الالتفات والتشوف إلى ما يشغل عنه، "ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه".

والرضا بالله تعالى ثمرة تمام المعرفة، وتمام المعرفة ثمرة ذكره سبحانه في كل آن، بلا غفلة ولا توان، ومن رضي بالله ربا فقد ذاق طعم الإيمان، ومن رضي به ورضي عنه فقد فتح له باب الرضا، وهو أعظم الأبواب وأتمها وأكملها.

قال عبد الواحد بن زيد رحمه الله تعالى: "الرضا باب الله الأعظم، ومستراح العابدين، وجنة الدنيا".

ففي هذا المقام ارتياح الأرواح، وانتشار نسيم القرب بالأرباح، من أقيمه طاب عيشه، وصفا نعيمه، ولا يوَفَّقُ إليه إلا مرتضى منقى صالح للقرب، قد اتسم بسمتين:

إحداهما: أن يؤثر الله تعالى على نفسه، فيطرح ما تريده وتشتهيه رضا بما يريده منه مولاه جل ثناؤه.

قال سهل بن عبد الله رحمه الله: "ما طلعت شمس ولا غربت على أحد من أهل الأرض إلا وهم جهال بالله إلا من يؤثر الله تعالى على نفسه وروحه ودنياه وآخرته".

والثانية: اليقين، وهو حقيقة الإيمان ولبه، لأن بثباته يثبت الإيمان، وبزواله يزول الإيمان، وبه يطمئن القلب ويسكن، كما قال جل وعلا لسيدنا إبراهيم عليه السلام: "قال أولم تومن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي".[البقرة 258]
وإنما يبلغ المرء هذا المقام بترداد الفكر، والنظر في أمور الآخرة، والمطالعة والتفهم لكتاب الله عز وجل الذي هو اليقين: "إنه لقول رسول كريم وماهو بقول شاعر قليلا ما تومنون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون تنزيل من رب العالمين" [الحاقة:40-43] إلى قوله: "وإنه لحق اليقين" [الحاقة: 51].

ثم عطف ببيان السبب الموصل إلى اليقين فقال جل شأنه: "فسبح باسم ربك العظيم".[الحاقة: 52]
وجميع الأسباب المذكورة تنطوي عليها الصلاة وتتضمنها، إذا أقيمت على وجهها المطلوب، ومن ثم تكون أعظم وسيلة إلى بلوغ الغايات العلية، والمقاصد السَّنية.

وأول مقتضيات إقامة الصلاة أن تعلم – أيها الكريم – أن الصلاة هي الحياة، وهي أَوْلى أوْلوياتها، وروحها وصَميمُها؛ وزادنا الروحي وغذاؤنا المعنوي، فلا حياة على الحقيقة من دونها، ولا معنى لوجودنا وحركتنا، وغُدُوُنا ورواحنا من دونها، فهي مادة القيم، وبقية الدين، وزاد اليقين، ورأس مال المؤمنين في كل حين.

وثاني هذه المقتضيات أن تعلم أن الصلاة هي المعاملة: معاملة مع الله بعدم الغفلة عنه، ومعاملة مع الخلق بكف الأذى عنهم، واحتمال الأذى منهم، والإحسان إليهم، وبذل الندى لهم، ودرء الضرر عنهم، فآية إقامة الصلاة أن تنعكس على سيرة المصلي وسريرته، فتؤثر على أخلاقه ومعاملاته وسائر أحواله مع الناس.

ونحن إذا تأملنا جملة من أوامر القرآن العظيم في هذا الباب، وجدناها تشير إلى المعنيين معا، كما في قوله تعالى: "وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون"[لقمان:15]، وقوله تعالى: "واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين"[ البقرة 43]، وقوله: " فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى"[طه: 127]، وقوله: "وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة"[البقرة:81]، وقوله: "قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن ياتي يوم لا بيع فيه ولا خلال"[الإسراء: 52]

وثالث هذه المقتضيات أن تعلموا أيها الإخوة أن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم، "ألا لله الدين الخالص"[الزمر: 3]، الخالص من حظوظ النفس، فهو لا يقبل غيره، ولما كانت حظوظ النفس كثيرة، ومتشعبة من حب المال، وحب العيش، وحب الرياسة، وحب الشهوات، زهد الأنبياء والصالحون في جميع ذلك ليحرزوا إخلاص قلوبهم لله...

وكلمة "لا إله إلا الله" التي هي نهج الإسلام الكبرى، علم على هذا المعنى الأساس وهو أن التوحيد حرية...

التوحيد يحررك من الخوف والطمع الذين هما أصل الشرور والمفاسد كلها. ولذلك قال جل ثناؤه: "فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف"[قريش: 2-5]، فالموحد في الحقيقة هو سيد الأحرار، لأنه تحرر من نير سلطانين لطالما استعبدا رقاب الناس، وساماها سوء العذاب: سلطان الخوف، وسلطان الطمع.

إن جوهر أعمال الصلاة وجود سر الإخلاص فيها، وإلا فهي صورة نمطية تتكرر بتكرار الأوقات.

ومن آفات صلاتنا اليوم خلوها من سر الإخلاص، فصرنا نتقن حركات الصلاة، ولكن قلوبنا شاردة، وقد نقوم بأجسادنا في بيوت الله تعالى، وقلوبنا تتجول في السوق أو الضيعة أو الشركة أو أودية الدنيا المختلفة، كما أخبر الله عن قوم: "فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون"[الماعون: 3- 4-5]، فسماهم مصلين، لأن حركتهم في الظاهر حركة المصلين، ولكن عن حقيقة الصلاة ساهون- غافلون- عن سر الصلاة التي تقوم فيها الصلة الحقيقية بينهم وبين ربهم، وذلك لتقصيرهم فيما يرجع إلى الشفقة على الخلق، وتقصيرهم فيما يرجع إلى التعظيم لأمر الله، ولذلك قال: "الذين هم يراءون" أي يظهرون ما ليس في قلوبهم من زيادة خشوع وتدين، " يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا" [النساء: 131].

عافاني الله وإياكم، وجبر صدع قلوبنا بالإقبال عليه، ومنَّ علينا في كل حال بالدوام بين يديه، وحال بيننا وبين كل ما يحول بيننا وبينه آمين، وإلى لقاء قريب.
.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ولاء
روعة
روعة



عدد المساهمات : 35
تاريخ التسجيل : 04/10/2012

لنرتقي بصلاتنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: لنرتقي بصلاتنا   لنرتقي بصلاتنا I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 05, 2012 7:09 am

يسلموو بموـآزين حسنـآتكك حووبي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ولاء
روعة
روعة



عدد المساهمات : 35
تاريخ التسجيل : 04/10/2012

لنرتقي بصلاتنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: لنرتقي بصلاتنا   لنرتقي بصلاتنا I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 05, 2012 7:10 am

تقبلي ممروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لنرتقي بصلاتنا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ريم العامداي :: قسم السلامي-
انتقل الى: